للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالبيضاويُّ يُصرحُ بأَنَّ الذينَ جعلوا للهِ شركاءَ هم أَولادُ آدم وحواء، واتهمَ

المفترِي البيضاويَّ بأنه يرى أَن آدَمَ وحَواءَ هما اللَّذان جَعلا للهِ شركاء!!.

ومن افتراءِ المفترِي الفادي افتراؤُه على البيضاويِّ بأَنه يعتقدُ صحةَ قصةِ

إِبليس مع حواءَ وعبد الحارث، مع أَنَّ البيضاويَّ لا يرى صحةَ القصةِ

الموضوعة التي ذَكَرَها.

بدليلِ أَنه بدأَ القصةَ بالفعلِ الماضي: " قيل ".

وهذه صيغةُ تَضعيف، كما قَرَّرَ العلماء.

وقد حَذَفَ المفترِي هذا الفعلَ " قيل " فيما زَعَمَ نَقْلَه عن البيضاويّ لحاجةٍ في نفسه ...

ومن باب الإمعانِ في الكذبِ والافتراء لم يذكُرْ تعقيبَ البيضاويِّ على

القصة، وهو تعقيبٌ مهمٌ، لأَنه يُبَيِّنُ رفْضَ البيضاويِّ للقصة، لمعارضتِها

لعصمةِ الأَنبياء؟

وهو قوله: " وأَمثالُ ذلك لا يليقُ بالأَنبياء ... "!.

كما أَنَّ الفادي المفترِي لم يَذكر الاحتمالَ الثاني الذي أَوردَه البيضاويّ

في تحديدِ الشخصَيْنِ المشركَيْن، لأَنه يَنقضُ ويَرُدُّ اتهامَه لآدمَ وحَوَّاء بَالشّرْك،

والاحتمالُ الذي أَوردَه البيضاويُّ أَنَّ الخطابَ يُمكنُ أَنْ يكونَ لآلِ قُصَيّ:

(هُوَ اَلَّذِى خلقَكُم) ، وعليه يكونُ المرادُ بالزوج وزوجه قُصيٌّ وامرأَتُه، اللَّذان سَميا أَولادَهما بعبدِ شَمْسٍ وعبدِ مَناف ...

إِنَّ هذا التصرفَ الشائِنَ والتلاعُبَ المرذولَ من الفادي المفترِي يدلُّ على

فقدانِه الأَمانةَ العلمية فيما ينقلُه من كلام، يَنسبُه للعلماء والمسلمين ليوافِقَ

هواه، ويُحَرِّفَهُ عن معناه!! وأَدعو إِلى الشَّكِّ في كلِّ ما يَنقلُهُ الفادي وأَهْلُ ملَتِه من أَقوالٍ ينسبونَها للمسلمين، وإذا أحالوا على كتابٍ لعالِمٍ مسلم، وزَعموا وُجودَ الكلامِ فيه، فأَدْعو إِلى العودةِ المباشرةِ إِلى الكتابِ الإِسلامي، وسوفَ نَجِدُ فَرْقاً بَعيداً بين الكلامِ في الكتابِ الإِسلاميِّ وبين الكلامِ المنقول منه!!

وبهذا نَعرفُ تَخَلي اليهودِ والنصارى والمستشرقين عن الأمانةِ العلمية في

بحوثهم العلمية!!.

وخلاصَةُ هذه المسألة: ما ذَكَرَهُ بعضُ المفَسّرين المسلمين والإخباريين

<<  <  ج: ص:  >  >>