وهذا نَص على أَنَّ أَيوبَ - عليه السلام - من ذريةِ إِبراهيمَ - عليه السلام -.
والذريةُ ليسوا الأَبناءَ والأَحفادَ فقط، وإِنما هم الأَولادُ الذين يَنْتَسبون له، ولو كان بينَهم وبينَه عدةُ قُرون.
وقد رَفَضَ الفادي اعتبارَ أَيوبَ من ذريةِ إِبراهيم، واعتبرَ هذا من أَخطاءِ
القرآنِ التاريخية.
ونَقَلَ عن البيضاويِّ قولَه: " أَيوبُ بنُ أَموص، من أَسباطِ عيص بنِ
إِسحاق ".
وَرَفَضَ كلامَه قائلاً: " فأَيْنَ أَيوبُ الذي ظَهَرَ في بلادِ العَرَبِ من عصْرِ
إِبراهيمَ وإِسحاقَ والدِ إسرائيل في أَرضِ فلسطين؟
وأَينَ هو أَموصُ والدُ النبيّ أَشعياءَ من أَيوب؟ ".
ذهبَ البيضاويُّ إِلى أَنَّ والدَ أَيوبَ هو أَموص، وأَنَّه من نَسْلِ عيص،
وعيصُ هو حَفيدُ إِبراهيمَ وأَخو يعقوب.
واعترضَ الفادي على كلامِ البيضاوي، وذَهَبَ إِلى أَنَّ أَيوبَ ظَهَرَ في
بلادِ العَرَب، وبينَه وبينَ إِبراهيمَ وإِسحاقَ فترةٌ زُمنيةٌ طويلة!.
ولَسْنا مع البيضاويِّ في ما قالَه عن أَيوبَ - عليه السلام -، لأَنه ذَكَرَ أَسماءً ليس عليها دليلٌ معتمد، فلم يَرِدْ في مصادِرِنا الإسلاميةِ اليقينيةِ، أَنَّ اسْمَ والدِ أَيوبَ هو أموص، وأَنَّ اسْمَ ابنِ إِسحاقَ هو عيص، وأَنَّ أموصَ هو حفيدُ إِسحاق، وأَنَّ أَيوبَ هو ابنُ حفيدِ إسحاق!.
وهذه الأَسماءُ التي أَخَذَها البيضاويُّ عن الإِسرائيلياتِ نتوقَّفُ فيها، فلا
نَنْفيها ولا نُثبتها، ولا يتحملُ القرآنُ مسؤوليةَ ما ذَكَرَه البيضاوي..
وكلُّ ما نقولُه أَنّ أَيوبَ كان من نَسْلِ وذريةِ إِبراهيم - عليه السلام -، مع وجودِ فترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ بينهما!!.