للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حج أو عمرة.

وذكر النووي في "المنهاج" لفظًا جامعًا للمسألتين فقال: ويختص طواف القدوم بحاج دخل مكة قبل الوقوف. والتقييد بالحاج لم يصرح به في المحرر إلا أنه مشعر به.

وإذا علمت ذلك فينبغي أن يحمل كلامه أولًا على حصول الفوات، وكلامه ثانيًا على أنه لا يؤمر بطواف يخص القدوم.

ووجه حصول الثواب هنا أنه إذا أثيب مصلي الفرض على التحية مع إمكان فعلها لما فيه من شغل البقعة بالعبادة فبالأولى هذه.

قوله: واختلفوا في الأولى دخول مكة راكبًا أم ماشيًا؛ فإن دخلها ماشيًا فقد قيل: الأولى أن يكون حافيًا؛ لما روي أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لقد حج هذا البيت سبعون نبيًا كلهم خلعوا نعالهم من ذي طوي تعظيمًا للحرم (١). انتهى. فأما المسألة الأولى فالأصح فيها تفضيل المشي. كذا صححه النووي في


(١) قال الحافظ: (أخرجه) الطبراني والعقيلى من طريق يزيد بن أبان الرقاشى عن أبيه عن أبي موسى رفعه لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيًا حفاة عليهم العباء يؤمون البيت العتيق فيهم موسى. قال العقيلي: أبان لم يصح حديثه.
ولابن ماجه من طريق عطاء عن ابن عباس قال: كانت الأنبياء يدخلون الحرم مشاة حفاة ويطوفون بالبيت ويقضون المناسك حفاة مشاة.
وقال ابن أبى حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث بن عمر وقف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعسفان.
فقال: لقد مر بهذه القرية سبعون نبيًا ثيابهم العباء ونعالهم الخوص.
فقال أبي: هذا موضوع بهذا الإسناد.
وروى أحمد من حديث ابن عباس قال: لما مر النبي بوادى عسفان.
قال: يا أبا بكر لقد مر هود وصالح على بكرات حمر خطمها الليف وأزرهم العباء أرديتهم النمار يلبون نحو البيت العتيق.
وفي إسناده ربيعة بن صالح وهو ضعيف.
وأورده الفاكهي في أوائل أخبار مكة من طرق كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>