للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثالث في استقبال القبلة

قوله: روي أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل البيت ودعا في نواصيه ثم خرج وركع في قبل الكعبة، وقال: "هذه القبلة" (١) انتهى.

وقيل: بضم القاف والباء، ويجوز إسكانها، قال بعضهم، معناه مقابلها، وقال بعضهم: ما استقبلك. أي وجهها، ويؤيده رواية ابن عمر في الصحيحين. في هذا الحديث: وصلى ركعتين في وجه الكعبة (٢).

والحديث المذكور رواه الشيخان من رواية أسامة.

واعلم أن الإمام أحمد قد روى في "مسنده"، وكذلك ابن حبان في "صحيحه" أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل البيت في اليوم الأول ولم يصل، ثم دخل اليوم الثاني (٣) وصلى. وفي هذا جواب عن نفي أسامة للصلاة.

والأصحاب، ومنهم النووي في "شرح المهذب" قد أجابوا باحتمال الدخول مرتين، وقد تبين ذلك بالنقل لا بالاحتمال.

قوله: ألا ترى أن المريض الذي لا يجد من يوجهه إلى القبلة، ولا يطيق التوجه معذور، كذلك المربوط على خشبة. انتهى.

واعلم أن القضاء يجب أيضًا في هذه الحالة، وكذلك في جميع أحوال


(١) أخرجه البخاري (٣٨٩)، ومسلم (١٣٣٠) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
(٢) أخرجه البخاري (٣٨٨) ومسلم (١٣٢٩).
(٣) أخرجه أحمد (٢١٢٦) و (٢٨٣٤) وابن حبان (٣٢٠٧) والطيالسي (٢٦٥٣) والطبراني في "الكبير" (١١٣٣٩) و"الأوسط" (١٠٢٠) وأيو يعلي (٢٥٩٤) والطحاوي في "شرح المعاني" (٢١١٧) وعبد بن حميد (٦٣٣) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>