للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيم فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم" (١).

وهذا إذا لم يكن مؤذن أو كان السابق هو المؤذن الراتب، فأما إذا سبق غير المؤذن الراتب وأذن فهل يستحق ولاية الإقامة؟ فيه وجهان:

أحدهما: نعم لإطلاق الخبر.

وأظهرهما: لا؛ لأنه مشى بالتقدم، وفي القصة المروية كان بلال غائبا وزياد أذن بإذن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وإذا قلنا: ولاية الإقامة لمن أذن فليس ذلك على سبيل الاستحقاق بل لو أذن غيره اعتد به، روى أن عبد الله بن زيد لما ألقى الأذان على بلال فأذن قال عبد الله: أنا رأيته وأنا كنت أريده يا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "فأقم أنت" (٢).

وحكى صاحب "التتمة" وغيره وجهًا إنه لا يعتد به تخريجًا من قول الشافعى: إنه لا يجوز أن يخطب واحد ويصلي آخر. انتهى كلامه بحروفه.


(١) أخرجه أبو داود (٥١٤) والترمذي (١٩٩) وابن ماجة (٧١٧)، وأحمد (١٧٥٧٢) والطبراني في "الكبير" (٥٢٨٦) وعبد الرزاق (١٨١٧) وابن أبي شيبة (١/ ١٩٦) والبيهقي في "الكبرى" (١٦٦٣)، والطحاوي في "شرح المعاني" (٧٩٥) وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٢٧).
قال الترمذي: إنما نعرفه من حديث الإفريقي وهو ضعيف عند أهل الحديث.
وقال الألباني: ضعيف.
(٢) أخرجه أبو داود (٥١٢) وأحمد (١٦٥٢٣) والدارقطني (١/ ٢٤٥) والطيالسي (١١٠٣) والبيهقي في "الكبرى" (١٧٣٨) والبخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ١٨٣).
قال البخاري: فيه نظر.
وقال الألباني: ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>