للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الأخير فيه «رب اغفر لي» وهذا الدعاء داخل في الحديث الأول برواياته الثلاث، وهذه الروايات الثلاث الأولى تضمنت بالجمع بينها [اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني واجبُرني وارفعني] فيُدعى بهذا الدعاء أخذاً بالخير كله. وإن هو أحب الاختصار والاقتصار على دعاء واحد فلْيقل [رب اغفر لي، رب اغفر لي] يكرِّرها.

جلسةُ الاستراحة

هي الجلسة الخفيفة التي تَعْقُب الفراغ من السجدة الثانية وقبل النهوض إلى الركعة الثانية وإلى الركعة الرابعة، أي إذا فرغ المصلي من الركعة الأولى وأراد أن يقوم للركعة الثانية جلس جلسة قصيرة ثم قام، وإذا فرغ من الركعة الثالثة وأراد أن يقوم للركعة الرابعة جلس جلسة قصيرة ثم قام، وتسمى جلسة الاستراحة. وهذه الجلسة مندوبة مستحبة. فعن أبي قِلابة قال «جاءنا مالك بن الحُويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا، فقال: إني لأُصلي بكم وما أريد الصلاة، ولكن أريد أن أُريكم كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، قال أيوب فقلت لأبي قِلابة: وكيف كانت صلاته؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا، يعني عمرو بن سَلِمة، قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يُتمُّ التكبير، وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام» رواه البخاري. وقيَّدها أبو داود في رواية له بقوله « ... كان إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة في الركعة الأولى قعد ثم قام» . وكذلك قيَّدها أحمد في رواية له بقوله « ... قال فقعد في الركعة الأولى حين رفع رأسه من السجدة الأخيرة ثم قام» . وقيَّدها أحمد في رواية أخرى بالركعتين الأولى والثالثة بقوله «قال أبو قِلابة: فصلى صلاة كصلاة شيخنا هذا يعني عمرو بن سَلِمة الجَرْمي، وكان يؤمُّ على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أيوب: فرأيت عمرو بن سَلِمة يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع من السجدتين استوى قاعداً، ثم قام من الركعة الأولى والثالثة» . ولخَّص مالك بن الحويرث رضي الله عنه هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>