للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال ابن حبَّان في "المجروحين": مُوسَى بنُ عبد الرَّحْمَن الصَّنْعَانِيُّ شيخٌ دجَّالٌ يَضع الحديثَ روى عنه عبد الغَنِيّ بن سعيد الثَّقَفِيُّ، وضعَ على ابنِ جريجٍ عن عَطاءٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ كتابًا في التَّفْسِير جمَعه من كلام الكَلْبِيِّ وَمُقَاتِلِ بن سُلَيْمَان، وألزقه بابن جريجٍ عن عطاء عن بن عبَّاس، ولم يحدِّث به ابنُ عَبَّاس، ولا عطاءٌ سَمِعَه، ولا ابنُ جريجٍ سمع من عطاء، وإنَّما سمع ابنُ جريجٍ من عطاء الخُراسَانيِّ عن ابن عبَّاس في التفسير أحرفًا شَبِيهًا بِجُزْء، وعطاءٌ الخُراساني لم يسمع من ابن عبَّاس شيئًا ولا رواهُ، لا تحل الرِّوَاية عن هذا الشَّيخ ولا النَّظرُ فِي كتابه إلَّا على سَبِيل الاعْتِبار (١).

ويظهرُ من كلامِ ابن حبَّان أن عطاءً المذكورَ في هذا التفسيرِ هو الخراسانيُّ، فهو لم يسمع من ابن عباس رضي اللَّه عنهما.

وهذا التفسيرُ قد روى طرفًا منه الطبرانيُّ في "الكبير" عن شيخه بكرِ بن سهلٍ الدِّمياطيِّ، عن عبدِ الغنيِّ بنِ سعيدٍ الثَّقَفيِّ، عن موسى بنِ عبد الرحمنِ الصَّنعانيِّ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عباس.

وما ذكره الواحديُّ من رواياتِ عطاء عن ابن عباس موافقٌ لتلك الرواياتِ التي عند الطبرانيِّ، لكنَّ الواحديَّ قد أكثرَ مِن نقلِها مع شدِّةِ ضعفِها ووَهَائها.

وسنذكرُ فيما يلي بعضَ الأمثلةِ للاختلاف الحاصلِ بين الرواياتِ من هذه الطريقِ:

- ففي قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [الأعراف: ٨٥] ذكر المؤلِّف عن عطاء قولَه: شعيبُ بنُ توبةَ بنِ مدينَ بنِ إبراهيم.


(١) انظر: "المجروحين" (٢/ ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>