كذا ذكره المؤلفُ عن ابن عباس، وذكره أبو الليث السمرقنديُّ في "تفسيره" من طريق أبي صالح عن ابن عباس. وذكره الثعلبيُّ في "تفسيره" عن الكلبيِّ.
ومثل هذا كثيرٌ جدًّا، وإنما اقتطَفْنا بعضَ الأمثلة لتوضيح المسألة لا أكثر.
ملاحظة ثانية: وهذه الملاحظةُ تتعلَّق بما يُروى عن عطاءٍ، وهناك علَمان من السَّلَف بهذا الاسم: عطاءُ بن أبي رباحٍ، وعطاءُ بن أبي مسلمٍ الخراسانيُّ، وثمةَ فرقٌ كبيرٌ بين الرجلين:
فالأول تابعيٌّ ثقةٌ فقيهٌ فاضلٌ روَى عن جمعٍ من الصحابة منهم ابنُ عباسٍ وابن عمرٍو وابنُ عمرَ وابن الزبير ومعاوية وأسامة بن زيد وجابر بن عبد اللَّه وغيرهم، وكان مع ذلك كثيرَ الإرسال، وقد روَى له الستة.
والثاني روايتُه عن الصحابةِ مرسلة، وهو صدوقٌ يهمُ كثيرًا ويرسِل ويدلِّس، ولم يصحَّ أن البخاريَّ أخرج له، وروى له مسلمٌ متابعةً.
ويحصل الخلطُ في الأخبارِ هنا بأنْ يُنسبَ الخبرُ لعطاءٍ دون تعيينِ مَن هو، ومن ناحيةٍ أخرى كثيرًا ما يَنسب بعضُ العلماء الخبرَ لعطاءٍ، وينسبه آخرون لابن عباس، ويصرِّح بعضُ هؤلاء بأنه من طريق عطاءٍ عن ابن عباسٍ، وأكثرُ ما يقع هذا عندَ الواحديِّ في كتابيه "البسيط" و"الوسيط"، فيجعلُ أكثرَ أخبارِ عطاءٍ متَّصلةً لابنِ عباسٍ، وهذه الأخبارُ ضعيفةٌ واهيةٌ لا يُحتجُّ بها كما بيَّن ابنُ حجر في "العُجاب" فقال: ومِن التفاسيرِ الواهيةِ لوَهَاءِ رواتها التفسيرُ الذي جمَعه موسى بنُ عبدِ الرحمن الثَّقَفيُّ الصنعانيُّ، وهو قَدْرُ مجلَّدين يُسنده إلى ابن جُريجٍ عن عطاءٍ عن ابنِ عباس، وقد نَسب ابنُ حبَّان موسى هذا إلى وضعِ الحديثِ، ورواه عن موسى عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ الثقفيُّ وهو ضعيف.