للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو الختمُ على الإسلام.

وقيل: أي: {وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} هدَيتُكم إلى هذا، فهو مضمرٌ فيه.

وقيل: هو عطفٌ على قوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ}، {وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} بنقلِكُم مِن شريعةٍ إلى شريعةٍ غيرِها، على ما فيه (١) صلاحُكم، حتَّى تتمَّ لكم مصالحكم، وقد حقَّق ذلك وتمَّمهُ، حتَّى قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: ٣].

وقوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}؛ أي: ولتهتدوا إلى شرائعِ ديني.

والحجَّةُ في الأصل: هي البيِّنةُ الواضحةُ، مأخوذةٌ (٢) من مَحَجَّة الطَّريق.

وقيل: هي من الغَلَبة، يقال لجَّ (٣) فحجَّ؛ أي: غلبَ (٤).

وقيل: هي التي وجبَ الرُّجوعُ إليها عملًا بها، من: حجَّ البيت، وهو الرُّجوع إليه ولذلك سمِّيَ مثابةً أي: مرجعًا (٥).

* * *

(١٥١) - {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}.


(١) بعدها في (ر): "من".
(٢) في (ر) و (ف): "مأخوذ".
(٣) في (ف) و (أ): "لج".
(٤) قال الأصمعي: ومن أمثالِهم في صعوبة الخلق واللجاجة: لجَّ فحجَّ، يُضرَب للرَّجل إذا بلغ من لجاجته أن يَخرجَ إلى شيء ليس من شأنه، وأصله أنَّ رجلًا لجَّ في الغَيْبة عن أهله، حتَّى خرجَ إلى حجٍّ وما يريدُ الحجَّ. انظر: "الأمثال" لأبي عبيد (ص: ٩٦).
(٥) في (ر) و (ف): "مراجعًا".