للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولأرواحِ الكفرةِ مِن آلِ فرعون فضلُ ألمٍ لا يكون لغيرهم (١).

وقال جعفر الصَّادق رضيَ اللَّه عنه: الشُّهداءُ قُتِلوا في ذات (٢) اللَّه، واستوجَبوا الثوابَ عندَ اللَّه، فهم أحياءٌ مرزوقون، شهداءُ فرحون، والذين قَتلوا أهواءَهم بما قاسَوا مِن قطع هذه العقَبات، صارُوا بالهوى قَتْلى، فاستوجبوا على اللَّه إحياءَ قلوبِهم، وجعلَهم شهداءَ مرزوقينَ فوائدَه ولطائفَه، فرحين مستبشرين، قد يَبِسَت عروقُهم، وسَكنَتْ حركاتُهم، وانقطعَت طلباتُهم، ووقَفوا بين يدي مليكِهم، فهم أحرارٌ خدَّام، فطوبى لهم، هم أولياء اللَّه وأحباؤه.

وروى أبو هريرة رضي اللَّه عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "الشُّهداءُ عند اللَّه على منابرَ مِن ياقوت (٣) في ظلِّ عرشِ اللَّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه، على كثيبٍ مِن مسك، لا يَدرون ما يَصنع الناس، فيقول بعضُهم لبعض: ألا نَذهبُ إلى النَّاس فننظر؟ فيُبعثون، فيقول لهم الربُّ تعالى: ألم أفِ (٤) لكم؟ فيقولون: بلى، لو صَنعْت بنا واحدةً، قال: وما هي؟ قالوا: لو رَددتنا إلى الدُّنيا حتَّى نُقتلَ فيك ثانيةً". وقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أنْ أشُقَّ على المؤمنين ما خرجَتْ لهم سَرِيَّة إلَّا وأنا فيها، ولودِدتُ أَنِّي أُقتَلُ ثمَّ أُحيا، ثمَّ أستشهَدُ ثمَّ أحيا، ثمَّ أستشهدُ ثمَّ أحيا" ثلاث مرات (٥).


(١) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (١/ ٥٩٦).
(٢) في (ف): "سبيل".
(٣) في (ر) و (ف): "نور".
(٤) في (ر): "أوف".
(٥) رواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٠٩)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (١/ ١٠٢) في ترجمة إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، وهو متروك، كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب". ومن قوله: "وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أن أشق"" إلى آخر الحديث، روى نحوه البخاري في "صحيحه" (٣٦) من حديث أبي هريرة أيضًا.