والحاصل: أنَّ ما كان تأنيثه ليس بحقيقيٍّ فتأنيثُه وتذكيره جائزٌ إنْ تقدَّم أو تأخَّر، وكان بينهما حائلٌ أو لم يكن، وفي الحقيقيِّ يجوز تأنيثُها بكلِّ حالٍ، وتذكيرُها إذا تقدَّم الفعلُ وبينهما حائلٌ، ولا يَحْسُنُ بغير حائلٍ.
- ومن أجمل فوائده: ما ذكره عند قوله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا}[الحجر: ٣] قال: جُزِمَ {يَأْكُلُوا} لأنَّه جوابُ الأمرِ، وكذا ما بعدَه، وفي قولِه:{ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُون}[الأنعام: ٩١] لم يُجزَمْ لأنَّه حالٌ لا خبرُ، وتقول العربُ: دَعْ زيدًا يَنَمْ، ودَعْ زيدًا ينامُ، فإذا كانَ غيرَ نائمٍ نقولُ: دَعْ زيدًا يَنَامْ جوابًا للأمر، وإذا كان نائمًا تقولُ: دَعْ زيدًا ينامُ، أي: قَرِّرْهُ على حالةِ النَّوم.