بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [الأحقاف: ٣٣] قال: الباءُ زائدةٌ، وإنما أُدْخِلَتْ لأنَّ معنى قولِه: {أَوَلَمْ يَرَوْا}: أوَليسَ، وذاك تدخُلُ فيه الباء.
- وفي قوله تعالى: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: ١] قال: اختُلِفَ فى جواب هذا القسَمِ، وأصلُه: أنَّ جوابَه بأحدِ خمسةِ أشياءَ:
(إنَّ) المُشَدَّدة؛ كما قال: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤].
و (ما) النَّافية: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: ٣].
واللَّامُ المفتوحةُ: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: ٩٢].
و (إنْ) الخفيفةُ بمعنى (ما): {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الشعراء: ٩٧].
و (لا): {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى} [النحل: ٣٨].
قال: وزاد البَعْلِيُّ على هذا:
(قد)؛ كقوله: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. . . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}.
و (بل)؛ كما في قوله في هذه السورة: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ. . . بَلْ عَجِبُوا}.
- وفي قوله تعالى: {وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: ١١٢] قال: وفي زيادة الواو أقاويلُ:
قيل: الواو تدخل للمبالغة في المدح للمنعوت واحدًا كان أو جماعةً، قال تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا} [آل عمران: ٣٩].
وقيل: لأن الأمر والنهيَ متقابلان، والمعروفَ والمنكرَ كذلك، فكانا كالمتعاندَين (١)، فأَدخل بينهما حرفَ العطف كما في قوله تعالى: {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم: ٥].
(١) في نسخة: "كالمتغايرين".