وقيل: هي واو الثمانية؛ لأنها الصفةُ الثامنة، والعربُ تخصُّ ذلك بالواو، كما في قوله تعالى:{ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}[التحريم: ٥]، وقوله تعالى:{وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}[الكهف: ٢٢]، وقوله:{وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧٣]؛ لأن أبواب الجنة ثمانيةٌ.
ولا أصل لهذا القول عند المحققين، فليس في هذا العدد ما يوجب ذلك ولا استعمالَ على الاطِّراد كذلك، قال اللَّه تعالى:{الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}[الحشر: ٢٣] بغير واو، وقال تعالى:{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} الآيةَ بغيرِ واوٍ في الثامن.
ومن فوائده جمع المعاني أو الاستعمالات لكلمةٍ أو حرفٍ:
- من ذلك: الكلامُ على (أم) في أول سورة البقرة، حيث قال: وقوله تعالى: {أَمْ}: هذه الكلمةُ في القرآنِ على أربعة أوجُهٍ:
أحدها: عطفٌ على ما دخله ألفُ استفهامٍ كما في قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ}[الملك: ١٦] ثم قال: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}[الملك: ١٧].
والثالث: بمعنى (بل): {أَمْ أَنَا خَيْرٌ}[الزخرف: ٥٢]؛ أي: بل أنا خير.
والرابع: بمعنى (أو) من غير استفهامٍ كما في هذه الآية: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا}[يس: ١٠]؛ أي: أو لم تنذرهم، فلا استفهامَ في هذه الآية.
- ومن فوائدِه تعديدُ استعمالات الفعل (كان)، فقال: وكلمةُ (كان) قد تَجيءُ للماضي، كما في قوله:{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ}[النمل: ٤٨].
وقد تجيءُ للمستقبل، كما في قوله تعالى:{وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}[الفرقان: ٢٦].