للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نقَل عن ابن كثيرٍ قوله: وروَى ابن جرير عن قتادةَ في هذا قولًا غريبًا لا يصحُّ إسناده إلى حكاية قتادة، وقد ردَّه ابنُ عطية وغيرُ واحدٍ من العلماء، وهو جديرٌ بالرَّدِّ، وكأنه تلقَّاه قتادةُ عن بعضِ أهل الكتاب، وفيهم كذَّابون ووضَّاعون، وأفَّاكون وزنادقةٌ.

قال: وصدَق ابنُ كثير فيما قال، وأرجِّحُ أن يكون من وضعِ زنادقتهم كي يُظهِروا الأنبياء بمظهَر المتحاسدِينَ، لا بمظهرِ الإخوان المتحابِّين. . .

قال: ومما يؤيِّد أنه من وضع الإسرائيليين الدُّهاة أن نحوًا من هذا المرويِّ عن قتادة قد رواه الثعلبيُّ وتلميذُه البغويُّ عن كعبِ الأحبار، ولا خلافَ إلا في تقديم بعض الفضائل وتأخيرِ البعض الآخر (١).

فهذا مجملُ ما لاحَ لنا في استبيانِ منهجِ المؤلِّفِ في هذا السِّفرِ الكبيرِ، وهو بحاجةٍ إلى إفرادِ دراساتٍ أكاديميَّةٍ علميَّةٍ عنه، لعلَّ اللَّهَ ييسِّرُ -بعدَ أن منَّ علينا بإخراجهِ للنُّورِ- مَن يقومُ عليهِ من الطلبةِ والباحثينَ بالدراساتِ اللائقةِ به في قادمِ الأيامِ. واللَّه الموفِّق.

* * *


(١) انظر: "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" (ص: ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>