للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمةُ محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا ربّ، إنِّي أجد في التوراة أمةً سمَّيتَهم المتقين وسمَّيتهم عابدين وصالحين؟ قال: هم أمة محمد، قال: يا ربّ، إنِّي أجد في التوراة أمةً هم الآخِرون السابقون يومَ القيامة؟ قال: هم أمة محمد، قال: يا ربّ، إنِّي أجدُ في التوراة أمةً يأخذون صدقاتها فيأكلونها في بطونهم فيؤجَرون عليها؟ قال: هم أمة محمد، قال يا ربّ، إني أجد في التوراة أمةً هم المستجيبون والمستجابُ لهم؟ قال: هم أمة محمد، قال: يا رب، إني أجد في التوراة أمةً يقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتِلوا الدجَّال؟ قال: هم أمة محمد، قال: يا ربّ، إني أجد في التوراة أمةً أناجيلُهم في صدورهم؟ فقال: هم أمة محمد، قال: إني أجد في التوراة أمةً الجنةُ محرَّمة على الأنبياء حتى يدخلَها نبيُّهم، وعلى الأمم حتى تدخلها أمَّتُه؟ قال: هم أمة محمد، قال: إني أجد في التوراة أمةً غَفرْتَ لهم قبل أن يَستغفروك، وأعطيتَهم قبل أن يسألوك؟ قال: هم أمة محمد، قال: إني أجد في التوراة أمةً رضُوا عنك باليسير من الرزق ورضيتَ عنهم باليسير من العمل؟ قال: هم أمة محمد، قال: إني أجدُ في التوراة أمةً هم الشافعون والمشفوعُ لهم؟ قال: هم أمة محمد، قال: فاجعلهم أمتي، قال: إنك لن تدركهم، فقال موسى: الوفدُ وفدي والحياءُ لأمة محمد، فاجعلني من أمة محمد، فقال اللَّه تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} الآية، فرضي، وزِيدَ: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: ١٥٩].

قال أبو شهبةَ: إن آثارَ الوضعِ والاختلاقِ باديةٌ عليه، والسندُ مطعونٌ فيه، وهي أمور مأخوذٌ من القرآن والأحاديث، ثم صِيغت هذه الصياغةَ الدقيقة، وجُعلتْ على لسانِ موسى عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>