للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهدٌ رحمه اللَّه: نزلت الآية في عليِّ بنِ أبي طالب رضي اللَّه عنه؛ كان يملكُ أربعةَ دراهم، فأعطى درهمًا بالليل، ودرهمًا بالنهار، ودرهمًا في السِّرِّ، ودرهمًا في العلانية (١)، فأَحسَن اللَّهُ تعالى الثناءَ عليه بصنيعه.

وروي هذا عن ابنِ عباس رضي اللَّه تعالى عنهما، وزاد فيه: فقال له رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما حملك على ذلك؟ "، قال: حملني أنْ أستوجبَ على اللَّهِ الذي وعدني. فقال له رسولُ اللَّه عليه الصلاة والسلام: "أَلَا إنَّ ذلكَ لكَ" فأَنزل اللَّهُ تعالى هذه الآية (٢).

وفي رواية: قال: يا رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليك وسلم، الأحوالُ أربعٌ فقلت (٣): لعلَّ اللَّهَ يَقبلُ واحدةً منها، فقال له: "أَبشِر يا عليُّ، فإنَّ اللَّهَ قد قَبِلها كلَّها" ونزلت هذه الآية (٤).

وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: ما دام لهم مالٌ لم يَفتُرُوا ساعةً عن إنفاقه ليلًا ونهارًا، وإذا نفد المال لم يَفتروا مِن شهوده لحظةً ليلًا ونهارًا (٥).


(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٥٤٣)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٩٢)، وفي إسناده عبد الوهاب بن مجاهد، وهو متروك كما في "التقريب".
(٢) رواه دون هذه الزيادة عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٤٤) من طريق مجاهد عن ابن عباس، وفي إسناده أيضًا عبد الوهاب بن مجاهد، وهو متروك كما ذكرنا، لكن رواه -دون الزيادة أيضًا- من طريق آخر الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٣٧٢) (ط: دار التفسير)، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "العجاب" لابن حجر (١/ ٦٣٤).
وذكره بهذه الزيادة مقاتل في "تفسيره" (١/ ٢٢٥) دون عزو، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٩٢) عن الكلبي.
(٣) "فقلت" سقط من (ف).
(٤) لم أجده.
(٥) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢١٠).