للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خالِفوا المشركين في قولهم: إنَّ الملائكةَ بناتُ اللَّه، ولأنَّ الفعلَ مقدَّمٌ والتأنيث للجمع (١). والباقون قرؤوا بالتاء على اللفظ.

وفي كلِّ الروايات أنَّ النداءَ كان مِن جبريل وحده، وإنَّما ذكَره جميعًا؛ لأنَّ جبريلَ عليه السلام إذا نزل لأمرٍ كان (٢) معه جماعةٌ مِن الملائكة صلوات اللَّه عليهم، فإذا أَخبر بخبرٍ يجوز أنْ يقال (٣): أَخبر الملائكة، على معنى أنَّه أَخبر وهو معهم وهم (٤) جاؤوا لهذا، كما يقال: حضر فلانُ بنُ فلانٍ خواصّ (٥) السلطان يدعونه إليه، وإنْ كان الذي يخاطبه بالدَّعوة واحدًا منهم، إذا كان هو معهم.

وقوله تعالى: {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} الواو للحال، دَلَّ أنَّ المرادات تُطلَب بالصلوات، وفيها إجابةُ الدَّعوات وقضاءُ الحاجات.

وقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ}: قرأ ابنُ عامرٍ وحمزةُ: {إِنَّ اللَّهَ} بكسر الألف (٦) على إضمار القول، أو جعلِ النداء في معنى القول؛ لأنَّه هو، وقرأ الباقون بالفتح (٧)؛ لوقوعِ فعل النداء عليه، أو جعلِ النداء في معنى الإعلام.


(١) في (ر) و (ف): "والتأنيث للحجج"، ولم ترد العبارة في (أ)، والصواب المثبت. قال أبو حيان في "البحر" (٥/ ٣٤٠): الملائكة جمعُ تكسيرٍ، فيجوزُ أنْ تَلْحقَ العلامةُ وأنْ لا تَلحقَ؛ تقولُ: قام الرجالُ، وقامتِ الرجالُ. وإلحاقُ العلَامة قيل: أحسنُ، ألَا ترَى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ} {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا}، ومُحَسِّنُ الحذف هنا الفصلُ بالمفعول.
(٢) في (ف): "نزل".
(٣) في (ف): "نقول".
(٤) في (أ): "وقد".
(٥) "خواص" من (أ).
(٦) في (أ): "الهمزة"، والمعنى واحد.
(٧) انظر: "السبعة" (ص: ٢٠٥)، و"التيسير" (ص: ٨٧).