للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: هو تملُّقٌ، واللَّهُ تعالى يحبُّ المتملِّقين، وكما أن الأب يحبُّ من ولده أن يتملَّق به، فاللَّهُ تعالى يحبُّ من عبده أن يتملَّق به.

وقيل: مَثَلُ العبد إذا خطر بباله حالُ إبليس فعاذ منه باللَّه كمثَلِ صَيدٍ قصدَه سبُعٌ ففرَّ إلى الحرم فدخله فأمِن (١)، فرجع السَّبُع خاسرًا.

وكمَثَل عبدٍ هارب من مولاه، فتلقَّاه (٢) لصٌّ فاتكٌ (٣)، فهرب منه إلى مولاه فآواه، فبقي اللصُّ قاصرًا، فالعبدُ (٤) إذا عاذ باللَّه من الشيطان الرجيم خَسَأ الشيطانُ خاسرًا.

وقولنا: (باللَّه) الباءُ صلة؛ وهي لمعانٍ، وهاهنا للإلصاق: وهو: وصلُ الفعل اللازم بالاسم الذي يقع الفعلُ عليه.

و (اللَّه) اسم اللَّه الأعظم، وتفسيره: القادرُ على الاختراع.

وقيل: هو المستحِقُّ لأوصاف العُلُوِّ.

وقيل: هو مَن له الخلقُ والأمر.

وقيل: هو المعبود.

وقيل: هو المستحِقُّ للعبادة.

واختُلف في أنه مشتقٌّ أو غيرُ مشتقٍّ؛ قال الخليل بن أحمد من أهل اللُّغة، والزجَّاجُ من أهل النَّحو، والحسينُ بن الفضل البَجَليُّ من أهل التفسير، ومحمد بن


(١) في (ف): "كمثل رجل رأى سبعًا فأخذ السلاح واحترز به عنه".
(٢) في (أ): "تلقاه".
(٣) في (ر): "قاتل".
(٤) في (ر): "خاسرًا والعبد"، وفي (ف): "قاصرًا والعبد".