للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن من أئمةِ الفقه، والشافعيُّ من أهل الحديث، وجماعةٌ: هو غيرُ مشتقٍّ، وهو اسمٌ تفرَّد اللَّهُ تعالى به، فهو اسمٌ (١) له خاصٌّ، قال اللَّه تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: ٦٥] (٢).

جاء في التفسير أن معناه: هل تعرفُ أحدًا تسمَّى (٣) اللَّه؟!

وقال آخرون: هو مشتقٌّ، ثم منهم (٤) مَن قال: اشتقاقُه من وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهًا: إذا فَزِع ولَجَأ، قال الشاعر:

بَرَزْنا لنَرْدَى والقواضِبُ ركَّعٌ... وقد صيِّرت رأسُ الأسنَّةِ سُجَّدا (٥)

وَلهْتُ إليكم في بلايا تَنوبُني... فألفَيْتكم فيها كريمًا ممجَّدا (٦)

فمعناه: أن الخَلْق يلجَؤون به ويَفزعون إليه في حوائجهم.


(١) بعدها في (ر): "اللَّه".
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ٩٦)، وعزا هذا القولَ للخليل وجماعة لم يسمهم، وخالفه غيره فنسب إلى الخليل القول بالاشتقاق، منهم الزجاجي في "اشتقاق أسماء اللَّه" (ص: ٢٦)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (١/ ٦٣)، والقرطبي في "تفسيره" (١/ ١٥٧)، وأبو حيان في "البحر المحيط" (١/ ٣٩)، والسمين الحلبي في "عمدة الحفاظ" (١/ ١٠٧). ونقل الزجاج في "معاني القرآن" (٥/ ١٥٢) عن سيبويه أنه قال: سألت الخليل عن هذا الاسم فقال: الأصل فيه إله، فأدخلت الألف واللام بدلًا من الهمزة، وقال مرة أخرى: الأصل لَاه، وأدْخِلَتِ الألف واللام لازِمة.
(٣) في (أ): "سمي".
(٤) في (ر) و (ف): "ومنهم".
(٥) هذا البيت ليس في (أ) و (ف). والقواضب جمع القَضِيب: وهو السيف اللطيف الدقيق.
(٦) في (ر) و (ف): "كرامًا ممجدا"، وذكر هذا البيت الخازن في "تفسيره" (١/ ١٧)، وفيه: "كرائم محتد".