للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَسمعُها لاهُه الكُبَارُ (١)

وقال آخَرُ في النداء:

لاهمَّ إنَّ جُرهمًا عبادُكَ... الناسُ طَرْفٌ وهُمُ تِلادُكَ (٢)

فهذه عشرةُ أوجُهٍ في الاشتقاق.

وبقي وجهٌ لطيف غريب:

قيل: كان أصلُه هاءَ الكناية، وذلك أنهم أشاروا إليه بما وُضع له (٣) في نفوسِهم من دلالة الفطرة، إذ لم يَعلموا له اسمًا مسموعًا، ثم أدخلوا عليه لامَ المُلك فصار: له، يَعْنون: له الخَلْقُ والأمرُ، ثم مدُّوا بها أصواتهم تعظيمًا فقالوا: لاه، ثم وصلُوه بالألف واللَّام للتَّفخيم فصار: اللَّه.

ومن النَّحْويين مَن قال: أُدخلت الألفُ واللام فيه بدلًا من الهمزة المحذوفة


(١) البيت للأعشى ميمون بن قيس، وهو في "ديوانه" (ص: ٢٣٣)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ٩٦)، و"خزانة الأدب" للبغدادي (٢/ ٢٣٤)، وصدره:
كحلفة من أبي رياح
الحلفة: المرة من الحَلِف، و (الكبار) بضم الكاف صيغة مبالغة الكبير بمعنى العظيم، هو صفة (لاهه). وأبو رياح اسمه: حصن بن عمرو بن بدر، رجل من ضبيعة، وروي بدل (يسمعها): يشهدها. قاله البغدادي.
(٢) البيت لعمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي، كما في "شرح القصائد السبع الطوال" لابن الأنباري (ص: ٢٥٥)، و"تاريخ الطبري" (١/ ٥٢٤) وفيه: عامر، بدل: عمرو. والطُّرف: المستحدث من المال، وهو عكس التلاد.
(٣) "له" من (أ).