للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أنَّ الباءَ حرفٌ ممالٌ في الاسمِ، فإنَّك تَقرأ (١) الباءَ على الإمالة، وهي دليلُ (٢) الكسرةِ، وليس كذلك الكافُ واللامُ والواوُ؛ لأنَّها لا تُمال، ولا يَلزم عليها التاءُ أنَّها (٣) تُمال ومع ذلك تُفتَح في قولك: تَاللَّهِ؛ لأنَّها بدلُ واوِ القَسَم، والواو مفتوحةٌ فأُلحقَ البدلُ بها، وبخلافِ (٤) الفاءِ فإنَّها (٥) ممالةٌ، وهي مفتوحةٌ في قولك: فَاللَّهِ؛ لأنَّها (٦) لو كُسرت فقيل: فِاللَّهِ، اشتَبهت بـ: في اللَّهِ، ففُتحت؛ ليزولَ الاشتباهُ.

والثاني: قولُ سيبويه: أنَّها لا عَمَلَ لها إلَّا الكسرُ، فكُسرت لذلك، بخلافِ الكافِ؛ لأنَّها إذا كانت للخطابِ لم تكن كاسرةً، وكذلك التاء، وأمَّا اللامُ فكثيرٌ مِن اللاماتِ ليست بكاسرةٍ، وكذا الواوُ والفاءُ.

والثالث: قول المبرِّد: أنَّ أصلها الياء، فإنَّك (٧) تقول: بَيَيْتُ؛ أي: كتبت الياء (٨)، ولا كذلك سائرُ الحروف، فإذا ردَدْتَها إلى الياءِ كسرْتَها؛ لأنَّ الياءَ أختُ الكسرة.


(١) في (ف) و (أ): "تقول".
(٢) في (ر): "دلالة".
(٣) في (ف): "ولا يلزم عليه التاء لأنها".
(٤) في (ف): "بخلاف".
(٥) في (أ) و (ر): "أنها".
(٦) في (ف): "فإنها".
(٧) في (ر): "لأنك".
(٨) في (ر): "الباء". والصواب المثبت. انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ٩٢)، ولفظه: (. . ألا ترى أنك إذا أخبرت عن نفسك فإنك قلت: بيبيت، فرددتها إلى الياء والياء أخت الكسرة. . .).