للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبعد الباء {اسم} هو وفيه أربع لغات: (اِسمٌ) بكسر الألف، و (اُسمٌ) بضمِّها، و (سِمٌ) بكسر السين، و (سُمٌ) بضمِّها، قال الشاعر:

واللَّهُ سمَّاك سُمًا مباركًا... آثركَ اللَّهُ بِهِ إيثارَكا (١)

وقال آخَر:

سُبحانَ مَن في كلِّ سورةٍ سِمُهْ... قد أُنزِلت على طريقٍ نعلمُهْ (٢)

وقال آخَر:

وعامُنا أَعْجَبنا مُقدَّمُهْ... يُدعَى أبا السَّمْحِ وقِرضابٌ سُمُهْ (٣)

واشتقاقُه مِن: سَمَا يَسْمُو سُمُوًّا، وسَمَى يَسْمِي سُمِيًّا؛ أي: عَلَا، فقولهم: (اُسْمٌ) بالضَّمِّ؛ بُنيَ على صيغةِ الأمرِ مِن الواويِّ منه، وقولهم: (اِسْمٌ) بالكسر؛ بُنيَ على صيغهِ الأمرِ مِن اليائيِّ (٤) منه، كقولهم: (أَمْسِ) على صيغةِ الأمر، مِن: أمسَى يُمْسي (٥).


(١) الرجز في "إصلاح المنطق" (ص: ١٣٤)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٥٣). قال ابن السكيت: أنشدني القناني. فنسبه العيني في "المقاصد النحوية" (١/ ٢٠٤) إلى أبي خالد القناني.
(٢) الرجز أورده أبو البركات الأنباري في "الإنصاف" (١/ ١٥ - ١٦)، وابن منظور في "لسان العرب" (مادة: سما).
(٣) انظر: "إصلاح المنطق" (ص: ١٣٤)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٥٤)، و"تهذيب اللغة" (٩/ ٢٨٧). قرضبَ الرجلُ: إذا أكل شيئًا يابسًا.
(٤) في (أ): "الثاني".
(٥) قوله: (أَمْسِ على صيغةِ الأمر، مِن: أمسَى يُمْسي) كذا في النسخ، وفيه نظر لأنه قياس للثلاثي على الرباعي، ولا وجه له هنا، ولعل الصواب: (اِمس من مَسَى يَمْسي)؛ أي: من الثلاثي، يقال: مَسَى يَمْسِي مَسْيًا: إذا ساءَ خُلُقُه بعد حُسْن. ومَسَى يَمْسي مسيًا وأَمْسى ومَسَّى كلُّه: إذا وعَدَك بأمرٍ ثم أَبْطَأَ عنك. انظر: "تهذيب اللغة" (١٣/ ٨٢).