للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والأسماء المبنيَّة على صيغةِ الفعلِ كثيرةٌ، كقولهم: يَشكر ويَزيد وتَغلب ويَعمل، ومعنى الاسمِ مِن هذا المأخذِ: أنَّ المسمَّى يَعلُو بتسميتِه، وذاكرُ اللَّهِ تَعلُو درجتُه بذِكْرِ اللَّهِ ومِدْحتِه.

ومَن قال: إنَّ اشتقاقَه مِن وَسَمَ يَسِمُ، فقد أَخطأ؛ لأنَّ الفعلَ منه: سَمَّى يُسمِّي، وتَسَمَّى يَتَسمَّى، وجمعُ الاسمِ: الأَسماءُ والأَسامي، وتصغيره: السُّمَيُّ، وحرفُ العلَّةِ في آخِره، ولو كان مِن الوَسمِ لم يكن كذلك. والألف في أوله مُدرَجةٌ تذوبُ عند الوَصْل؛ لأنَّها أُدخِلت في أوَّله زائدةً بعد حذفِ آخرِه تخفيفًا، والزوائدُ الضروريةُ كذلك، كما في الابْنِ والابْنَةِ والاثْنَين (١)، وأَلفاتِ الأمرِ مِن الأفعالِ الثُّلاثيَّة والأفعالِ المُتشعِّبة.

ثم تكلَّموا في إدخال كلمة (اسم) هاهنا:

قال أبو عبيدةَ: هو صلةٌ وزيادةٌ، ومعناه: باللَّه، كما في قوله: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: ٣٦]؛ أي: يُذكَر هو، وقوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن: ٧٨]؛ أي: تباركَ ربُّك، كما قال: {تَبَارَكَ اللَّهُ} [الأعراف: ٥٤].

وقال لبيد (٢):

إلى الحولِ ثم اسمُ السلامِ عَليكُما... ومَن يَبْكِ حَولًا كامِلًا فقد اعْتَذَرْ (٣)


(١) في (أ): "والابنين".
(٢) انظر: "ديوان لبيد" (ص: ٥١).
(٣) في هامش (ف): أوله:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما... وما أنا إلا من ربيعة أو مضر