للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عليه السلام: "مَن أحبَّ شيئًا أَكثَرَ مِن (١) ذِكْره" (٢)، واللَّهُ تعالى أحبَّك فأَكثَرَ ذِكْرَك وعدَّ أسماءَك الحَسَنة، وأنتَ تحبُّه فادْعُهُ بأسمائه الحسنى.

وقد أَمَرَ اللَّهُ تعالى بذِكْر اسمِه على الإطلاق: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: ٨]، ثم خصَّ الزمانَ بقوله: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الإنسان: ٢٥]، والمكانَ فقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} الآيةَ [النور: ٣٦]، والمحلَّ فقال: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} [الحج: ٣٦]، وأَثبت به الحِلَّ فقال: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: ١١٨]، وحرَّم ما لا (٣) يُذكَر اسمُ اللَّهِ عليه فقال: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: ١٢١].

ومَن خُتم له باسمِ اللَّهِ ماتَ سعيدًا، ومَن وُضعَ في قبرِه فقيل: باسمِ اللَّه وعلى ملَّةِ رسولِ اللَّه، لُقِّنَ الجوابَ ولقيَ الثوابَ، ومَن أُعطيَ كتابَه في القيامة وأُريد به الخيرُ، أُلهمَ أنْ يقول: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ.

وفي الخبر: أنَّ عبدًا يُؤتَى كتابَه فيقول: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فيَنْشرُه فإذا هو أبيضُ لا شيءَ فيه، فيُقالُ له: كان مملوءًا سيئاتٍ فمُحيَ ببركةِ التسمية، وإذا مرَّ على الصراطِ وأُريدَ به الخيرُ أُلهمَ أنْ يقول: بسم اللَّه الرحمن الرحيم (٤).

وفي الخبر: أنَّ المؤمنينَ إذا وَضعوا أقدامَهم على الصِّراط يقولون: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فيمرُّون عليها وثيابُهم نَديَّةٌ مِن العَرَق.


(١) "من" ليست في (ف).
(٢) رواه أبو نعيم والديلمي كما في "المقاصد الحسنة" (ص: ٦١٩) من حديث عائشة رضي اللَّه عنها مرفوعًا، وانظر: "ضعيف الجامع".
(٣) في (ف): "لم".
(٤) في (أ) و (ف): "أن يقول هذا".