للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألَا أدلُّكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويَرفعُ به الدرجات؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه! قال: "إسباغُ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّبَاط، فذلكم الرِّباط" (١).

وقال ابن جريج: {اصْبِرُوا} على طاعة اللَّه {وَصَابِرُوا} أعداءَ اللَّه {وَرَابِطُوا} في سبيل اللَّه (٢).

وقال مقاتل: {اصْبِرُوا} على أمر اللَّه {وَصَابِرُوا} مع النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في المواطن كلِّها {وَرَابِطُوا} العدوَّ في الثغور.

وقال عطاء: {اصْبِرُوا} على دينكم {وَصَابِرُوا} الوعد الذي وعَد ربُّكم {وَرَابِطُوا} عدوِّي وعدوَّكم (٣) حتى يرجع عن دينه إلى دينِكم (٤) {وَاتَّقُوا اللَّهَ}؛ أي: خافوني (٥) فيما نهيتُكم وأطيعوني فيما أمرتكم {لَعَلَّكُمْ} تُسْعَدون وتبقَون في الجنة ناعمين مخلَّدين كما بشَّرتكم.

وقال بعض أهل المعرفة: {اصْبِرُوا} على بلائي {وَصَابِرُوا} نَعمائي {وَرَابِطُوا} أعدائي {وَاتَّقُوا} محبة مَن سوائي {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} غدًا (٦) بلقائي.


(١) رواه مسلم (٢٥١)، والترمذي (٥١)، والإمام أحمد في "المسند" (٧٧٢٩)، من حديث أبي هريرة. وقوله: "فذلكم الرباط" تكرر في (أ) و (ر) ثلاث مرات.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٣٣٣). ورواه ابن المنذر في "تفسيره" (١٢٩٣) من طريق ابن جريج عن ابن عباس.
(٣) "وعدوكم" من (ف).
(٤) رواه ابن وهب في "الجامع" (٢/ ٧٠) برقم (١٢٥)، والطبري في "تفسيره" (٦/ ٣٣٣)، وابن المنذر في "تفسيره" (١٢٩٢)، جميعهم عن محمد بن كعب القرظي.
(٥) في (أ): "خالدين" بدل: "أي خافوني".
(٦) "غدًا" ليست في (أ).