للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لكنَّ أصحابَنا -رحمهم اللَّه- عَدُّوا {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آيةً، وقالوا: ليست التسميةُ مِن الفاتحة، والشافعيُّ -رحمه اللَّه- جَعَلها مِن الفاتحة، ولم يَجعل {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آيةً.

وهي خمسٌ وعشرونَ كلمةً، ومئةٌ وثلاثةٌ وعشرونَ حرفًا: اثنان وعشرونَ أَلِفًا، وثلاثُ باءات، وثلاثُ تاءات، وثلاثُ حاءات، وأربعُ دالات، وذالٌ واحدةٌ، وسبعَ (١) عشرةَ لامًا، وثلاثُ كافاتٍ، وغينانِ، وستُّ راءاتٍ، وسينانِ، وصادانِ، وضادانِ، وطاءانِ، وستُّ عَيناتٍ، وقافٌ واحدةٌ، واثنا عشر ميمًا، وعشرُ نونات، وأربعُ واواتٍ، وأربعُ هاءات، ولامُ ألفٍ واحدة، وثلاثَ عَشرةَ ياءً.

فمِن الحروفِ المعجمة فيها اثنانِ وعشرون، وأعوامُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد الوحي اثنانِ وعشرون، وهذه السورةُ مشتملةٌ على جميعِ معاني ما أوحَى اللَّهُ تعالى إليه فيها، وليست فيها سبعة أحرف: الثاءُ والجيمُ والخاءُ والزايُ والشينُ والظاءُ والفاءُ (٢).

وفي بعضِ الآثار: أنَّ الحكمةَ فيها: أنَّ الثاءَ مِن الثبور، والجيمَ مِن الجحيم، والخاءَ مِن الخوف، والزايَ مِن الزَّقُّوم، والشينَ مِن الشَّقاوة، والظاءَ مِن الظُّلْمة، والفاءَ مِن الفراق، ومُعتَقِدُ هذه السُّورةِ وقارئُها على التعظيمِ والحرمة آمِنٌ مِن هذه الأشياء السَّبعة.

ثم هذه السُّورة التي آياتُها سبعٌ تشتمِل على أعدادٍ مِن الواحدِ إلى السبع: هي سُورةٌ واحدةٌ، وهي نصفان، وفي نزولها ثلاثةُ أقوالٍ (٣)، وأقسامُها أربعة، وأسماءُ اللَّه


(١) في (ر): "وست".
(٢) في هامش (ف): "سواقط الفاتحة سبعة: يجمعها قولك: فجش تظخز".
(٣) في (ف) و (أ): "أقاويل".