للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تعالى فيها خمسةٌ، والأشياءُ التي يُظهِر العبدُ فيها مِن نفسِه (١) ستَّةٌ، وأَساميها سبعةٌ.

أمَّا الأول: فهذه السورةُ واحدةٌ، وإلهُنا واحدٌ، وهذه الأمَّةُ أمَّةٌ واحدةٌ، ورسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَعظُنا بواحدةٍ، وما خَلْقكم ولا بَعْثكم (٢) إلَّا كنفسٍ واحدةٍ، وآياتُها ظاهرةٌ.

وأمَّا قولنا: نصفان؛ فنصفها ثناءٌ، ونصفها دعاءٌ، وذلك فيما روي عن أبي هريرة (٣) رضي اللَّه تعالى عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "يقول اللَّهُ تعالى: قَسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفَيْن؛ فإذا قال العبدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال اللَّهُ تعالى: حَمِدني عبدي، وإذا قال العبدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال اللَّهُ تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال العبدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال اللَّهُ تعالى: مجَّدني عبدي، وإذا قال العبدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال اللَّهُ تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفان، وإذا قال العبدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال اللَّهُ تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" (٤).

(جون بنده همه سورة أول خواند خداي عز وجل سورة كويد نبده مَنْ مَنْ انم كه تومي كويني وجون همه أخواين سورة خواند خداي عز وجل كويد نبده مَنْ مَنْ دهم كه تومي خُوِي) (٥).


(١) في (أ): "من نفسه فيها".
(٢) في (ف): "وما خلقنا ولا بعثنا" بدل من "وما خلقكم ولا بعثكم".
(٣) في (أ): "فيما روى أبو هريرة".
(٤) رواه مسلم (٣٩٥).
(٥) هذا الكلام الفارسي من (ف)، وفي (أ) بعضه، وسقط من (ر)، وجاء في هامش (ف): "تعريب الفارسية: إذا قرأ العبدُ هذه السورةَ النصف الأول يقول اللَّه تعالى: أنا الذي تقرؤه وتعتقده، والنصف الآخر يقول اللَّه تعالى: يا عبدي أعطيك ما تشتهي".