للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأمَّا قولنا: في نزولها ثلاثةُ أقاويل:

فقد قال عليٌّ وابنُ عباس وأُبَيُّ بنُ كعبٍ ومقاتل وقتادةُ والضحَّاك بنُ مزاحمٍ ومحمد ابنُ الحنفية وأبو العالية والرَّبيع بنُ أنس وعَمرو بنُ شُرَحْبيل وعطاءٌ الخراسانيُّ وعليُّ بنُ الحسين بنِ واقد وجماعة: إنَّها مكيَّةٌ، ودليلُ ذلك قولُه تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: ٨٧] وهي الفاتحة، وهي في سورة الحِجْر وهي مكيَّةٌ.

وروى الواحديُّ -وهو عليُّ بنُ أحمد المفسِّر- في "تفسيره" بإسناده عن أبي مَيْسَرةَ قال: إنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا بَرَزَ سمعَ مناديًا يُناديه (١): يا محمَّد، فإذا سمعَ الصَّوتَ انطلق هاربًا، فقال له وَرَقة بنُ نَوفل: إذا سمعتَ النداءَ فاثْبُت حتى تسمعَ ما يقولُ لك، قال (٢): فلمَّا برز سمعَ النداء (٣): يا محمَّد، قال: لبَّيكَ، قال: قُلْ: أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأَشهدُ أنَّ محمدًا رسول اللَّه (٤)، ثم قال: قُلْ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} حتى فَرغَ مِن فاتحة الكتاب (٥).


(١) في (ر): "ينادي".
(٢) "قال": ليست في (أ) و (ف).
(٣) في (أ): "سمع كذا".
(٤) في (أ) و (ر): "عبده ورسوله"، والمثبت من (ف)، واللفظان في المصادر.
(٥) في (أ): "فاتحة القرآن" وفي (ر): "الفاتحة". وفي هامش (ف): "حتى فرغ من فاتحة القرآن". وهذا الخبر رواه الواحدي في "الوسيط" (١/ ٧١)، ورواه أيضًا في "أسباب النزول" (ص: ١٩) واللفظ منه، ورواه بنحوه مطولًا ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٦٥٥٥). وقال ابن حجر في "العجاب في بيان الأسباب" (١/ ٢٢٤): وهو مرسل ورجاله ثقات، فإن ثبت حمل على أن ذلك كان بعد قصة غار حراء، ولعله كان بعد فترة الوحي، والعلم عند اللَّه تعالى.
وقد ذكر هذا الخبر في هامش النسخة الخطية من "روح المعاني" (١/ ١٧٠) بتحقيقنا، وأتبع =