للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي روايةٍ عنه أنَّه أدخلَ يدَهُ في التُّراب، ثمَّ رفعَها، ثمَّ نفخَ (١) فيها، وقال: كلُّ واحدةٍ من هذا ذرَّة (٢).

وقيل: الذَّرَّة: الواحدةُ مِن الأجزاء التي تَظهرُ في شُعاع الشمس، إذا وقعَت في الكوَّة.

واتِّصالُها بما قبلَها أنَّ قوله (٣): وماذا عليهم لو آمنوا باللَّه، وأنفقوا، واللَّهُ لا يَظلِمُ مثقالَ ذرَّةٍ (٤)؛ أي: لا ينقصُ مِن أعمال العباد شيئًا.

وقيل: أي: لا يضعُ ذنبَ أحدٍ على أحدٍ وإنْ قلَّ.

وقوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} قرأ أهلُ المدينة: {وإن تك حسنةٌ} بالرفع (٥)؛ لأنَّها اسمُ كان، وقرأ أهلُ مكَّة بياء التذكير ورفعِ الاسم، لتقديم الفعل على الفاعل (٦)، وقرأ الباقون بتاء التأنيث ونصب الاسم، ومعناه: وإن تكُ زِنَةُ الذَّرَةِ حسنةً وقرأ ابنُ كثير ونافعٌ وابنُ عامر (٧): {يضعِّفْها} بالتشديد (٨)، والباقون {يُضَاعِفْهَا}.


(١) في (أ): "ونفخ".
(٢) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٣٢٠ - ٣٢١) (١١٢٠) (طبعة دار التفسير).
(٣) قوله: "أن قوله" ليس في (أ).
(٤) قوله: "مثقال ذرة" ليس في (أ).
(٥) هي قراءة نافع من أهل المدينة، وقرأ بها أيضًا ابن كثير المكي. انظر: "السبعة" (ص: ٢٣٣)، و"التيسير" (ص: ٩٦).
(٦) لم أقف على من قرأ: "يك" بالياء، لا من أهل مكة ولا من غيرهم، وقراءة ابن كثير المكي: "وإن تك حسنةٌ" يعني بتاء التأنيث، كما ذكرت قريبًا.
(٧) قوله: "ونافع وابن عامر" ليس في (أ).
(٨) هي قراءة ابن كثير وابن عامر، ولم أر من نسبها لنافع، والصواب أن قراءته المتواترة عنه كقراءة الجمهور، يعني: "يضاعفها". انظر: "السبعة" (ص: ١٨٥)، و"التيسير" (ص: ٨١).