(١) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}.
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} هذا أمرٌ بالوفاءِ بكلِّ ذلك.
أمَّا الأول فهو كقولِه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: ٤٠].
وأما الثاني فهو كقولِه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: ٩١].
وأما الثالث فهو كقولِه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ}، ثمَّ هذا الأمرُ للإيجاب، وهو على وجوه عشرة:
للإلزامِ على الدوام، كقوله: {آمِنُوا بِاللَّهِ} [النساء: ١٣٦].
وللإيجابِ مؤقتًا، كقوله: {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [الأنعام: ٧٢].
وللنَّدب، كقوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} [الإسراء: ٧٩].
وللإباحة، كما في قوله: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة: ٢].
وللتَّكوين، كقوله: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف: ١٦٦].
وللنَّهي، كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: ٤٠].
وللردِّ، كقوله: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ} [آل عمران: ١٦٨].
وللتخيير، كقوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: ١١٠].
وفي معنى الشَّرط كقوله: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (٥٠) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} [الإسراء: ٥٠ - ٥١]؛ أي: إن كنتم حجارةً أو حديدًا، فلكمُ الموت.
وللإعجاز، كقوله: {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} [البقرة: ٢٥٨]، {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: ٢٣].