للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هذا أوانُ الشَّدِّ فاشتدِّي (١) زِيَمْ

قد لفَّكِ اللَّيلُ بسوَّاقٍ حُطَمْ

ليس براعي إبِلٍ ولا غَنَم

ولا بِجزَّارٍ على ظهرِ وَضَمْ

فلمَّا كان في العام القابلِ خرجَ في حُجَّاج بكرِ بنِ وائل، فبلغَ ذلك أصحابَ السَّرْح، فقالوا: للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: هذا الحطمُ خرج حاجًّا في بكر بن وائل، فخلِّ بيننا وبينه، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّه قلَّدَ الهديَ"، فقالوا: يا رسول اللَّه، هذا شيءٌ كنَّا نفعلُه في الجاهليَّةِ، فأبى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عليهم، ونزلت (٢) الآيةُ (٣).

وكان حكمُ هذه الآية ثابتًا إلى (٤) عام حجَّة الصِّدِّيق، ونزولِ سورة براءة، وكان فيها: {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: ٢٨]، وفيها: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ}، فنُسِخَ حكمُ الهديِ والقلائد والشهرِ الحرام والإحرام وأمنهم بها بدون الإسلام.

وقوله تعالى: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا}؛ أي: وإذا خرجتُم من الحَرم أو الإحرام (٥)، فقد زالَ حظرُ الاصطيادِ، وأُبيحَ الاصطياد.


(١) في (أ): "الصد فاستدي" بدل: "الشد فاشتدي".
(٢) بعدها في (ف): "هذه".
(٣) ذكر الواحدي الخبر في "أسباب النزول" (ص: ١٨١) عن ابن عباس دون ذكر الأبيات، وأورده الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٨) دون نسبة، وأخرج الطبري نحوه في "تفسيره" (٨/ ٣١ - ٣٣) عن السدي.
(٤) في (أ): "في".
(٥) في (ر) و (ف): "والإحرام".