للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}؛ أي: سمَّيتُم لهنَّ ذلك، وألزِمتُموه (١)، وقد مَرَّ تحقيقُه في سورة النساء (٢).

وقوله تعالى: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} فسَّرنا هذه الكلمات في سورة النساء (٣)، ومعناه هاهنا: طالبين التَّعففَ بنكاحهنَّ، لا سافِحين الماءَ بالزِّنى حيثُ شئتُم، ولا متَّخذِي خليلاتٍ على الخصوصِ تزنون بهنَّ.

وقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} قال قتادة: ذُكِرَ لنا أن ناسًا من المسلمين قالوا: كيف نَتزوَّجُ نساءَهم وهم على غيرِ دينِنا، فنزل هذا (٤)، يعني أنَّ أهلَ الكتاب وإنْ ألحِقَ حكمُهم في حلِّ ذبائحِهم لنا وحلِّ نكاحِ نسائِهم لنا بحكم المسلمين، فإنَّهم لم يفارقوا المشركين (٥)، بل كفروا بالإيمان؛ أي: جَحدوا به أنْ يكونَ دينًا حقًّا لا يُقبَلُ غيرُه، وحَبِط (٦) بذلك عملُهم، وهو تديُّنهم بالكتابِ وبنُبوَّة موسى وعيسى عليهما السَّلام.

وقوله تعالى: {وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} خسِروا ثوابَ عنائِهم (٧) في الدُّنيا، وقيل: مِن الهالكين، وقيل: معناه أنَّ الكتابيَّة قد يَميلُ إليها زوجُها المسلمُ، فتَدعوهُ إلى دينِها، فحذَّرهُم ذلك.


(١) كذا شكلت في (ف)، ووقع في (أ): "والتزموه". وفي (ر): "والتزمتموه".
(٢) عند تفسير الآية (٢٤) منها.
(٣) عند تفسير الآية (٢٥) منها.
(٤) في (ر): "فنزلت هذه الآية" بدل: "فنزل هذا". والخبر رواه الطبري في "تفسيره" (٨/ ١٥٠).
(٥) في (أ): "المسلمين".
(٦) في (ف): "ويحبط".
(٧) في (ف): "عبادتهم".