للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ}؛ أي: إلى كعبي كلِّ رجلٍ، والكَعبُ هو العظمُ النَّاتِئ عند أسفل السَّاق، وهو مأخوذٌ مِن قولهم: كَعَبتِ (١) الجاريةُ، إذا نَتأَ ثدياها، فهي كاعبٌ، وهما داخلانِ في وظيفة الغُسل كالمرافق؛ لما مرَّ.

وفرائضُ الوضوء هذه الأربعةُ، وما ورائها سننٌ وفضائلُ تُعرَفُ في الفقهيَّات، والواوُ للجمع المطلقِ، فلا تقتضي التَّرتيب.

وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا} هو جمعٌ، وقوله تعالى: {فَاطَّهَّرُوا}؛ أي: تَطهَّروا، وهو غسلُ جميعِ ظاهرِ البدن، ويَدخل فيها الفمُ، والأنفُ، والأذنُ، والسُّرَّةُ، وخِلالُ الأصابع، ومنابتُ الشَّعر.

وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} جمعُ مريض، فيقع على كل مرضٍ.

وقوله تعالى: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} يتناولُ كلَّ سفرٍ أيضًا.

وقوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}؛ أي: وجاءَ أحدُكم مِن الغائط؛ أي: المكانِ المطمئنِّ، كنايةً عن قضاءِ الحاجة؛ لأنَّهم كانوا يأتونه لذلك.

وقوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}؛ أي: جامعتم.

وقوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً}؛ أي (٢): في السَّفر، وقد أحدثتُم بالمجيء من الغائطِ، أو أجنبتُم بالمجامعة، وفاتَ الماءُ الذي كان به الوضوءُ مِن الحدثِ، والاغتسالُ مِن الجنابةِ، أو عجَزتُم عن استعمالِه مع وجوده؛ في المرض الذي يُخافُ باستعمال الماء فيه اشتدادُه أو امتدادُه: يكفيكُم التَّيمُّم بالصَّعيد عن الوضوء


(١) في (أ): "كعب".
(٢) بعدها في (ر): "فلم تجدوا ماء".