للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذين ذهبَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يستعينُ بهم في ديةٍ، فهمُّوا بقتلِه، وقصدَ المسلمون مجازاتَهم، فنزلَت هذه الآية (١).

ولا يقال: إنَّ قتلَ الكفَّار جائزٌ، بل (٢) واجب فما (٣) معنى الأمر بالعدل فيهم؟ لأنَّا نقولُ: قد تقعُ المعاملةُ منَّا معهم لا على وجهِ العدلِ بالمثلةِ والقذفِ بالفاحشة وقتْلِ الأولاد الصغار لغيظ الكبار، وذلك محرَّمٌ علينا في مقابلة (٤) الكفَّار.

* * *

(١١) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} قال الكلبيُّ: بعث رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سريةً سبعةً وعشرين رجلًا إلى بني عامرِ بن صعصعة، وكان طريقُهم على بني سُليم، وأمَّرَ عليهم المنذرَ بنَ عمرو، فنزلوا على بني سُليم، وهم صلحٌ لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبعث بنو سُليم إلى بني عامر، فأخبَروهم بأمرِ القوم، فلمَّا كان عند الرحيلِ أضلُّوا بعيرًا لهم، فتَخلَّفوا، وسارَ المنذِرُ حتَّى أتاهُم وقد جمعوا لهم، واستعدُّوا بالسِّلاح، فالتقوا ببئر معونة، فاستُشهِدوا جميعًا، ثم إنَّ الأربعةَ الذين تَخلَّفوا لطلبِ البعيرِ اتَّبعوا أصحابَهم،


(١) أخرجه الطبري: (٨/ ٢٢٣) من قول عبد اللَّه بن كثير، وخبر استعانة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باليهود في "سيرة ابن هشام" (١/ ٥٦٣)، وفيها أنه نزل في هذه الواقعة الآية التالية، وهي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ. . .}.
(٢) بعدها في (ر): "هو".
(٣) في (ر): "كما"، وفي (ف): "جاء" بدل: "فما"، والعبارة غير واضحة.
(٤) في (ف): "مقاتلة".