للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ}؛ أي: قصدَ قوم (١). {أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} أي: يَمدُّوها بالقتل.

وقوله تعالى: {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ}؛ أي: منعَها.

وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ}؛ أي: في كلِّ شيءٍ، واثبُتوا على التَّقوى.

وقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وأنتم مؤمنون، فافعلوا ذلك.

وقال جابرُ بنُ عبد اللَّه الأنصاريُّ: نزلَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منزلًا، وتَفرَّق النَّاس في العضاهِ (٢) يَستظِلُّون تحتَه، فعلَّقَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سلاحَهُ بشجرةٍ، فإذا أعرابيٌّ جاء إلى سيف رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسلَّهُ، ثمَّ أقبلَ على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: مَن يمنعُك منِّي؟ فقال: "اللَّه تعالى"، قالَها ثلاثًا، والنبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "اللَّه"، فشامَ (٣) الأعرابيُّ السَّيفَ، فدعا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابَه فأخبرَهم، فنَزلَتِ الآية.

وذكر قتادةُ: أنَّ قومًا أرسلوا هذا الأعرابيَّ، وفيهم نزلَت هذه الآية (٤).

وعن قتادة أيضًا: أنَّ هذا كان في الغزوة السابعة، وقد نزلَ بنخلةٍ، فأرادَ بنو ثعلبة وبنو محارب أنْ يَفتِكوا به، وندبوا هذا الأعرابيَّ لذلك، وفيها نزلَت صلاة الخوف (٥).


= (٤/ ٣٥) نحوه مختصرًا عن مجاهد وعبد اللَّه بن كثير وعكرمة والكلبي.
(١) في (ف): "قصدوا" بدل: "قصد قوم".
(٢) العضاه: شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة: عِضَةٌ، بالتاء، وأصلها: عِضهة. انظر: "النهاية في غريب الحديث" (مادة: عضه).
(٣) الشيمُ: الإغماد، وهو من الأضداد، يكون سلًّا وإغمادًا. انظر: "النهاية" (مادة: شيم).
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره": (٦٨٤)، ومن طريقه الطبري: (٨/ ٢٣٢ - ٢٣٣). وهو بألفاظ قريبة في "صحيح البخاري" (٤١٣٩)، و"صحيح مسلم" (٨٤٣) دون قول قتادة الأخير.
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٨/ ٢٣٢).