استحقَّ عليهم يقومان مقام الوصيَّينِ في اليمين، وإنَّما كانوا أوَّلين؛ لأنَّ مِلْكَ الإناءِ كان للورثةِ في الظَّاهرِ، فكانوا هم المتقدِّمين في مِلك الإناء.
وقوله تعالى:{فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ}؛ أي: الآخرانِ الوارثانِ يَحلفان ما نعلمُ أنَّ مورِّثنا كان باعَ هذا الإناءَ منهما.
وقوله تعالى:{ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا}؛ أي: شرْعُ هذا الحكم أقربُ إلى أنْ يأتيَ الأوصياءُ بالأيمانِ على وجهِها؛ أي: بالحقِّ دون الباطل، وجمعَ {أَنْ يَأْتُوا} مع أنَّهما كانا وصيَّين اثنين؛ لأنَّه ابتداءً ذُكِرَ في حقِّ (١) الأوصياء.
وقوله تعالى:{أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ}؛ أي: وأن يخافوا إن حلِفوا كاذِبين، وظهرَ ذلك أنْ تردَّ الأيمانُ على الورثةِ بعد أيمانِ الأوصياء.
وقوله تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ}؛ أي: في الخيانةِ أو اليمينِ الكاذبة.
وقوله تعالى:{وَاسْمَعُوا}؛ أي: وعظَ اللَّهِ واعمَلوا به.
وقوله تعالى:{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}؛ أي: لا يُرشِدُ الخارجين عن طاعتِه.