و {يَوْمَ} نصب على الظرفِ لما قبله، قوله تعالى:{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي}؛ أي: لا يَهدي إلى الجنَّةِ {الْفَاسِقِينَ} في ذلك اليوم.
وقيل: أضمر فيه: واتَّقوا يومَ يَجمعُ؛ عطفًا على قوله:{وَاتَّقُوا اللَّه}، كما قال تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}[البقرة: ٢٨١].
وقيل: أضمر فيه: واذكروا يوم يَجمعُ اللَّه الرسل.
وقوله تعالى:{فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ}؛ أي: ماذا أجابتكُم أُممُكم، وهذا للاستشهاد، فإنَّهم شهداءُ على الأمم، قال تعالى:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}[النساء: ٤١]، ولا يقول في الابتداء للأمم:{مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} إهانةً لهم، كما قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: ٨ - ٩]، وقال لعيسى:{أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[المائدة: ١١٦]، وقال للملائكة:{أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}[سبأ: ٤٠].
وقوله تعالى:{قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا}؛ أي: يقولون، وذكر بصيغة الماضي؛ لأنَّه كائنٌ لا محالةَ، فهو كالموجود الآن، وإنما قالوا: لا علم لنا، عند بعضهم؛ لغلبةِ الهيبة؛ لما ذكرَ من الأهوال ومَخوْفِ الأحوال.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه (١): لو كان كذلك لم يتهيَّأ لهم الإجابةُ
(١) في (ف): "القشيري" بدل: "أبو منصور رحمه اللَّه"، وهو سبق قلم.