للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عطية العوفي: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا}؛ أي: قاضيًا في نزول العذاب (١).

وقال مقاتل: {حَكَمًا} في نزول العذاب ببدر، فليس أحدٌ أحسنُ قضاءً مِن اللَّه تعالى (٢).

وقيل: أي: قُل للذين التمَسوا الآياتِ المقترحةَ، بعدما أخبرتَهم أنَّ اللَّهَ غيرُ مجيبِهم إليها إذْ هم متعنِّتون؛ أنَّ حكمَ اللَّه في مَن اقترحَ آيةً، ثمَّ كذَّب بها (٣) إذا أتته آيةٌ مصطَلِمةٌ، قل لهم: هذا حكمُ اللَّه فيما سألتموه (٤)، {أَفَغَيْرَ اللَّهِ} أطلبُ لكم حاكمًا، وهو الذي كفاكم مؤنةَ مسألة الآيات التي حكمُها هذا بما أنزلَ إليكم من الكتاب المفصَّل، الذي قد أتى على تفصيلِ ما بكم الحاجةُ إليه في دِينِكم، وهو الكتابُ الذي أتى بما يُفصِّل بين الصَّادقِ والكاذب، وفصَّل فيه الحلالَ والحرامَ، والأمرَ والنَّهيَ، والوعدَ والوعيد، والإيمانَ والكفر، ونحو ذلك، وهو الكتابُ الشَّاهدُ بصدقي.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} قيل: أي: أهلُ الكتاب الذين تَرجعون في كثيرٍ مِن أمورِكم إليهم، يَعلمون أنَّ القرآنَ منزَّلٌ مِن ربِّك بالحقِّ.

قال عطاء: والمؤمنون الذين اَتيناهم القرآنَ يَعلمون ذلك (٥).

وقوله تعالى: {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}؛ أي: الشَّاكِّين أنَّه مِن عند اللَّه. خاطب


(١) انظر: "التفسير البسيط" للواحدي (٨/ ٣٨٤).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٥٨٥).
(٣) بعدها في (ر): "أنه".
(٤) في (ر): "سألتموني".
(٥) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ١٨٣).