للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذَّكر من الضَّأنِ والذَّكرُ مِن المعز (١) حرَّم؟ أم الأنثى مِن هذه والأنثى (٢) من هذه؟ أم حرَّم الأجنَّةَ التي اشتملَت عليها الأرحام دون الأصول كالذُّكور والإناث؟ فإنْ كان حرَّم الذُّكور، فيجبُ أن يكونَ كلُّ ذكرٍ حرامًا، وإنْ كان حرَّم الأُنثى، فيجبُ أن تكونَ كلُّ أنثى حرامًا، وإنْ كان حرَّم الجنينَ، فيجبُ أن يكونَ كلُّ جنينٍ حرامًا، وهم لا يقولون ذلك، فتناقضَت مقالاتُهم، وظهرَتْ محالاتهم.

وقوله تعالى: {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}؛ أي: أخبروني بحجَّةِ ما تَقولون مِن طريقِ العِلم، {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في دعواكم.

* * *

(١٤٤) - {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

وقوله تعالى: {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ}؛ أي: ذكرًا وأنثى أيضًا، {وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} كذلك.

وقوله تعالى: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ}؛ أي: مِن الإبلِ والبقر كالأوَّل.

وقوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا} وقال في الآية الأولى: {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ}، وحاصِلُه أنَّ العلومَ ثلاثةٌ؛ استدلالٌ، وعِيانٌ، وخبر، فقد


(١) في (أ): "والمعز" بدل من "والذكر من المعز".
(٢) في (ف): "أم الأنثى".