للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد روى أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وجماعةٌ رضي اللَّه عنهم عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: " {يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} هو طلوعُ الشَّمس مِن مغربِها" (١)، وعليه عامَّة المفسرين.

وروى صفوانُ بن عسَّال عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ مِن قبلِ المغرب بابًا مفتوحًا للتَّوبة حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مغربِها مِن ذلك الباب، فإذا طلعَت مِنه، ثمَّ رُدَّت إليه أُغلِقَ، فلا يَنفعُ نفسًا إيمانُها ولا توبتُها بعد ذلك" (٢) أو كلامًا هذا معناه.

وقالت عائشة رضي اللَّه عنها: إذا خرجَ أوَّلُ الآياتِ طُرِحَتِ الأقلامُ، وحُبِسَت الحفظةُ، وشهدتِ الأجسادُ على الأعمال (٣).

وقال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تَقومُ الساعة حتى يكون قبلها عشرُ آيات؛ الدُّخانُ، ودابَّةُ الأرضِ، وخَسْفٌ بالمشرق، وخَسْفٌ بالمغرب، وخَسْفٌ بجزيرةِ العرب، والدَّجَّال، وطلوعُ الشَّمسِ مِن مغربِها، ويأجوج ومأجوج، ونزولُ عيسى بنِ مريم، ونارٌ تخرجُ من قعرِ (٤) عدن" (٥).

وقال الإمامُ أبو منصور رحمه اللَّه: الآيةُ في قومٍ علمَ اللَّهُ منهم أنَّهم لا يُؤمنون، فأيسَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن إيمانِهم.


(١) رواه مسلم في "صحيحه" (١٥٧) من حديث أبي هريرة، ورواه الترمذي في "سننه" (٣٠٧١) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٢) رواه ابن ماجه في "سننه" (٤٠٧٠).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٨٧٨)، والطبري في "تفسيره" (١٠/ ٢٧).
(٤) بعدها في (ر): "بئر".
(٥) رواه مسلم في "صحيحه" (٢٩٠١) من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي اللَّه عنه.
ووقع بعد هذا الحديث في (ف) كلام من تفسير قوله تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} بدايته: "وقال الإمام أبو منصور: ذكر إرسال الرسل" وينتهي بقوله: "ومعناه في اللغة"، وسلف في موضعه.