للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}: لمَّا أغرَوه على موسى وقومه، وخوَّفوه غلَبتهم وازديادهم، قال: لن يكون ما تخافون من قهرهم لنا بازدياد عددهم؛ لأني أعيدُ عليهم قتل الأبناء واسترقاقَ النساء والاستخدامَ، فيشغلهم ذلك عن المناكح (١) فلا يزدادون، والقائمون يهلكون، فهم المقهورون ونحن القاهرون.

وذكر أنه يقتلُ أبناءهم ولم يذكر أنه يقتلُ موسى لأنه لم يطمع فيه لِمَا رأى من قوة أمره وعلوِّ شأنه.

* * *

(١٢٨) - {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

وقوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. قال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: ولمَّا قال الملأ لفرعون ذلك أَمر أن يكلِّفوا بني إسرائيل ما لا يطيقونه، فيجيءُ الرجل من القِبْط إلى الرجل من بني إسرائيل فيقول له: انطلِقْ فاكْنِسْ حُشِّي واعْلِفْ دوابِّي واستَقِ لي، وتجيءُ المرأة القِبطيَّة إلى الكريمة من بني إسرائيل فتكلِّفها ما لا تُطيق، ولا يطعمونهم في ذلك، فإذا انتصف النهار يقولون انطلقوا فاكتسبوا لأنفسكم ما تأكلون، فشكَوا (٢) ذلك إلى موسى عليه السلام، فقال لهم موسى: أستعينوا باللَّه على رفع هذا البلاء، واصبروا على الدِّين الحقِّ، إن


(١) في (ر): "التناكح".
(٢) في (ف): "فبلغ".