للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أرض مصر وكلَّ الشام للَّه يُوْرثها (١) مَن يشاء من عباده والعاقبةُ للموحِّدين (٢).

وقيل: معناه: الأرض كلُّها للَّه يصرِّفها كيف يشاء، ويجعلها في يدِ مَن يشاء، وفيه تسليةٌ؛ أي: هي لا تبقَى لأحد (٣)، وتنتقِل من قوم إلى قوم، وفيه إطماعٌ أيضًا أن يُورثهم اللَّه أرض فرعون فيكونوا هم قاهرين لهم والوارثين بعدَهم بلادهم، وفيه نهيٌ عن النظر إلى الحال، وأمرٌ بالثقة بما يكون من النصر (٤) والقهرِ للمتقين في المآل.

* * *

(١٢٩) - {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}.

وقوله تعالى: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا}: قال وهب: كانوا أصنافًا في أعمال فرعون، فأما ذوو القوة منهم فيسلخون (٥) السَّواريَ من الجبال، قد قَرِحت أعناقهم وعواتقهم وأيديهم، ودَبِرت ظهورهم (٦) من قطعِ ذلك ونَقْلِه، وطائفةٌ أخرى قد قَرحوا من نقل الحجارة والطين يبنون له القصور، وطائفةٌ يُلبِّنون اللَّبِنَ ويطبخون الآجرَّ، وطائفةٌ نجَّارون وحدَّادون، والضَّعَفة منهم عليهم الخراجُ ضريبةً يؤدُّونها كلَّ يومٍ، فمَن غرَبت عليه الشمسُ قبل أن يؤدِّيَ


(١) في (أ): "يصرفها".
(٢) في (ف): "للمتقين أي الموحدين".
(٣) في (ف): "على أحد".
(٤) في (ر): "التصرف".
(٥) في (أ): "فيصلحون"، والمثبت من (ر) و (ف)، وهو الموافق لما في "تفسير الثعلبي" و"تفسير الخازن"، وجاء في بعض المصادر: (وينحتون)، وبها يتضح المعنى.
(٦) أي: أصابتها الجروح والقروح.