للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٤٠) - {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}.

وقوله تعالى: {قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا}: استفهام بمعنى الإنكار، وتقديره: أَأَطلب لكم غيرَ اللَّه معبودًا!؟

وقوله تعالى: {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}: أي: على عالَمي زمانكم، قاله الحسن وجماعة (١).

وقيل: أي: جعَل فيكم النبوَّة والكتابَ والحكمةَ والملكَ، والآياتِ التي لم يكن مثلُها لغيركم.

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: وفيه تعليم أنه كيف يؤمَر بالمعروف وكيف يُنهَى عن المنكر، وكيف يُعامَل مرتكب المنهيِّ، يعامَل باللِّين والشَّفقة واللُّطف، دون الغِلظة والجَفوة والعنف، كما فعل موسى بهم مع ما استقبَلوه من الأمر المنكَر، يقول: أمَا تستَحْيُون من هذا القول مع ما مَنَّ اللَّه (٢) عليكم من النعمة (٣) والطَّول، ومن ذلك ما ذُكر بعده، وهو قوله تعالى:

* * *

(١٤١) - {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}.

{وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} (٤): أي: يُذيقونكم. وقيل (٥): يكلِّفونكم سوء العذاب؛ أي: أشدَّه وأشقَّه.


(١) ذكره عن الحسن الواحدي في "البسيط" (٩/ ٣٢٧).
(٢) في (أ) و (ر): "مع ما للَّه".
(٣) في (أ) و (ف): "المنة".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٥٥٥ - ٥٥٦).
(٥) في (أ): "أو".