للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي}: أي: لم يَهابوني ولم يَستحُوا مني (١) {وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي}: لكثرتهم وغلبتهم.

وقوله تعالى: {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}: أي: لا (٢) تَسُرَّ المخالفين بما يَسوؤني؛ إذ لا شكَّ أنهم كفروا بعبادة العجل، والكافرُ يفرح بمَساءة المؤمنين، خصوصًا بوقوع التشاجُر بين أخوين رسولين؛ لِمَا في التبايُن من وقوع الوهن في الأمر.

وقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}: أي: في عدادِ هؤلاء القومِ الذين ظلموا أنفسَهم بعبادةِ العجل ووَضْعِ العبادة في (٣) غيرِ موضعها، فأكونَ مثلهم في موجِدتك وغضبك علينا.

* * *

(١٥١) - {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي}: ولمَّا سمع موسى عذرَ هارون عليهما السلام عرفَ أنه لم يكن منه تقصيرٌ، كفَّ غضبه ودعا لنفسه وله، فقال: ربِّ اغفر لي بما فعلتُه بأخي مما أَوهم ظاهرُه كثيرًا من الناس أنه كان موجدةً (٤) مني عليه وعقوبةً له، واغفر لأخي تقصيرَه إن (٥) كان منه شيءٌ من ذلك، وإن كان قد بذل جهده في الوعظ والإرشاد للقوم، وكذا ينبغي للكامل الموقَّر أن يستقصِر نفسَه فيما يجب للَّه عليه، فأولى الناس بهذه الحالة الأنبياء عليهم السلام.


(١) في (ف): "فلم يستحيوا".
(٢) "لا": ليست في (أ).
(٣) "في": ليست في (ف).
(٤) في (أ): "موجوده".
(٥) في (ر): "إنه".