وقوله تعالى:{وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ترضَى بيَسير الشكر عن عظيم النِّعَم، وتقبلُ العذر الواحد في حق ذنوبٍ كثيرة.
قال الكلبيُّ رحمه اللَّه: لمَّا رجع موسى إلى قومه رآهم حول العجل يرقصون ويعبدونه، فقال:{بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ} بعبادةِ العجل قبل أن يأتيَكم أمرٌ من ربِّكم {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ} وكان أخاه من أبيه وأمِّه، لكنه قال ذلك ليرفقه عليه {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي} قهَروني وهمُّوا بقتلي {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} عبدةَ العجل {وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الذين عبدوا العجل {قَالَ} موسى: يا {رَبِّ اغْفِرْ لِي} ما صنعتُ بأخي (١){وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ}؛ أي: نعمتك.