للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلم يُصِبْ إلا ستين شيخًا، فأوحى اللَّه تعالى إليه أن يختار من الشبان (١) عشرةً، فاختار فأصبحوا شيوخًا، فاختار من كلِّ سبطٍ ستةَ رهطٍ فصاروا اثنين وسبعين، فقال لهم موسى: إنما أُمرتُ بسبعين رجلًا فليتخلَّف منكم رجلان، فتشاحُّوا على ذلك، فقال: إنَّ لمن قعد مثلَ أجرِ مَن خرج، فقعد رجلان أحدهما كالوب بن يوقنا والآخر يوشع بن نون، وخرج موسى بالسبعين معه إلى الجبل، وأمرهم أن ينتظروا في أسفل الجبل، وصعد موسى الجبلَ، وذكر ما كان إلى أن رجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا مع السبعين، فلما رأى السبعون أن بني إسرائيل اتَّخذوا العجل أتوا موسى فقالوا: إن لنا عليك حقًا فأرِنا اللَّه جهرة، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن (٢) آخرهم، فظنَّ موسى أنهم احترقوا بخطيئةِ أصحاب العجل، فقال: يا رب {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ}، فذلك قولُه تعالى: {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} وقولُه (٣): {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} [البقرة: ٥٦] (٤).

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما بخلافه؛ قال: إن اللَّه تعالى أمَره أن يختار من قومه سبعين رجلًا، فاختارهم وبرز بهم ليدعُوا ربَّهم، فكان ممَّا (٥) دعَوا اللَّه تعالى أن قالوا: اللهمَّ أعطِنا ما لم تُعطِ أحدًا من (٦) قبلِنا، ولا تعطيه (٧) أحدًا بعدنا، فكرِه اللَّه


(١) في (أ) و (ف): "الشباب".
(٢) في (أ) و (ر): "فاحترقوا من عند".
(٣) " {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} وقوله": من (ف).
(٤) ذكره بنحوه أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" (١/ ٥٦٨) عن ابن عباس، والثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٢٨٨) عن الكلبي، والطبري في "تفسيره" (١٠/ ٤٦٨) عن ابن إسحاق.
(٥) في (أ) و (ر): "فكانوا فيما".
(٦) "من": ليست في (أ) و (ف).
(٧) في (ف): "تعطه".