للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بالكتب المنزَلة على سائر الأنبياء قبلَه، وهو صفةُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه يؤمن بذلك كلِّه، ومَن قرأ: (وكلمتِه) (١) فهو عيسى عليه السلام؛ أي: يصدِّق هو بعيسى عليه السلام أيضًا.

وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} صرِّحْ بما رقَّيناك إليه من المقام، وأَفْصِحْ عمَّا لقَّيناك من الإكرام، وقل: إني إلى جماعتكم مرسَل، وعلى كافَّتكم مفضَّل، وديني لمن نظرَ ذلك واعتبَرَ مفصَّل، وإلهي الذي له ملكُ السموات والأرض لا شريكَ له ينازعُه، ولا شبيهَ له يضارعُه، فله حقُّ التصرُّف في ملكه بما يُريدُ من حكمه، ومِن جملةِ ما حَكَم وقضَى، ونفذَ به التقدير وأَمضى، إرسالي إليكم لتطيعوه فيما يأمركم، وتحذَروا ارتكابَ ما يزجرُكم، وإن مما أمركم به أنه قال لكم: آمنوا بالنبيِّ الأمي لتفلحوا في الدنيا والعُقبى، وتستوجِبوا الزُّلفى والحُسنى، وتتخلصوا من البلوى والسُّوأى (٢).

وقوله تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}: وصفَ متَّبعيه في الآية الأولى ووعدهم بالفلاح، وأمرهم (٣) باتِّباعه في هذه الآية ليهتدوا (٤)، ثم ذكر جماعةً مهتدين من أمة موسى، وهو قوله تعالى:

* * *

(١٥٩) - {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}.

{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ}: أي: يدعون الناس إلى الحق {وَبِهِ


(١) نسبت لمجاهد. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٢).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٧٨).
(٣) في (أ): "وأمر"، وفي (ف): "وأمرنا".
(٤) في (أ) و (ف): "لتهتدوا".