للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعملِ أهلِ النار حتى يموتَ على عملٍ من أعمال أهل النار فيُدخلَه النار" (١).

وذكر هذه القصةَ على البسطِ والاختصار والإقلالِ والإكثار: ابن عباس وابن مسعود وأبيُّ بن كعبٍ والكلبيُّ والحسن وعطاءٌ وأبو العاليةِ وسعيد بن جبير وابن جريجٍ ومَعْمَرٌ وعبد العزيز بن يحيى والسدِّي وعوفٌ ومقاتلٌ ومجاهدٌ وأبو مسلمٍ الخَوْلانيُّ وعطاء بن يسارٍ (٢) وعكرمةُ وأبو قِلابةَ وداودُ بن أبي هندٍ -رضي اللَّه عنهم-.

قال أبو العالية: جمَعهم جميعًا يومئذٍ، فجعلهم أزواجًا (٣)، ثم صوَّرهم، ثم استنطقهم وأخذ عليهم الميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} قال: فإني أُشهِد عليكم السماواتِ السبعَ والأرضينَ السبعَ، وأُشهد عليكم أباكم آدمَ أن تقولوا يوم القيامة ما لم تعلموا، اعلموا أنه لا إلهَ غيري فلا تشركوا بي شيئًا، وإني سأرسل إليكم رسلًا يذكِّرونكم عهدي، وأُنزل عليكم كتبي، قالوا: نشهد أنك إلهُنا لا إلهَ غيرُك، فأقروا يومئذ بالطاعة ورَفع إليهم أباهم آدم فنظر إليهم فرأى منهم الغنيَّ والفقير وحسَنَ الصورة ودون ذلك، فقال: يا رب لو شئتَ لسوَّيت بين عبادك؟ فقال: إني أحب أن أُشكر، ورأى منهم الأنبياءَ مثل السُّرج، وخُصُّوا بميثاق


(١) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٨٩٨ - ٨٩٩)، والإمام أحمد في "المسند" (٣١١)، وأبو داود (٤٧٠٣)، والترمذي (٣٠٧٥)، وصححه ابن حبان (٦١٦٦). لكن أعله ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٣) بجهالة الراوي عن عمر، ثم قال: لكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرها، من حديث عمر وغيره. اهـ. قلت: وثمة حديث آخر عن عمر -رضي اللَّه عنه- في هذا المعنى أورده الآلوسي (٩/ ٤٦٧) هنا، ورواه الحاكم في "المستدرك" (١٦٨٢)، والبيهقي في "الشعب" (٤٠٤٠)، وأعله بأبي هارون العبدي، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": أبو هارون ساقط.
(٢) في (أ): "السائب".
(٣) في (ر) و (ف): "أرواحًا".