للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي: بين مكة والمدينة والطائف.

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في رواية أخرى: بحراءَ خلفَ جبلِ عرفة (١).

وروي أنه كان بعدما رفع إلى السماوات على باب الجنة في صحراء عرضُها مسيرةُ ثلاثين ألف سنة.

وقال مقاتل: إن اللَّه تعالى مسح صفحةَ ظهرِ آدم اليمنى فأخرج منه ذريةً بيضاءَ كهيئة الذرِّ يتحرَّكون، ثم مسح صفحةَ ظهره اليسرى فأخرج منه ذرية سوداءَ كهيئة الذرِّ وهم ألفُ أمَّة، فقال: يا آدم هؤلاء ذريتُك آخُذ (٢) ميثاقَهم على أن يعبدوني ولا يشركوا بي شيئًا وعليَّ رزقُهم، فقال: نعم يا رب، فقال لهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} ثم أفاضهم إفاضةَ القِدَاح فقال للبِيض: هؤلاء في الجنة برحمتي وهم أصحاب اليمين وأصحابُ الميمنة، وقال للسود: هؤلاء في النار ولا أبالي وهم أصحاب الشمال وأصحابُ المشئمة، ثم أعادهم جميعًا في صُلب آدم، فأهل القبور محبوسون حتى يخرج أهل الميثاق كلُّهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء، فمَن مات منهم صغيرًا دخل الجنة بمعرفته [بربه]، ومَن بلغ العقل منهم أَخذ ميثاقه أيضًا للمعرفة بربِّه والطاعةِ له، ومَن لم يؤمن إذا بلغ العقل لم يُغنِ عنه الميثاقُ الأول شيئًا، وكان العهد الأول حجةً عليه، قال تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} (٣).

* * *


= نعمان، واد إلى جنب عرفة). ونعمان السحاب: جبلٌ بالقُرْبِ مِن عَرَفةَ، يقال: إنَّه يتَّصلُ بوادي القُرَى ونواحِيهِ، وهما جَبَلانِ، ونَسَبه إلى السَّحابِ لأَنَّه مُشْرفٌ عالٍ، والسَّحابُ يَرْكُدُ دونَ أعلاه. انظر: "مجمع الغرائب" للفارسي (مادة: دحن).
(١) لم أقف عليه، وانظر ما تقدم من روايات عن ابن عباس.
(٢) في (ف): "أخذت".
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٧٢ - ٧٤)، وما بين معكوفتين منه.