للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الاستدراج: الرجوع من توهُّم صفاءِ الأحوال إلى ركوب قبيحِ الأعمال.

وقيل: الاستدراج: دعاوى عريضة صدرت عن أحوالٍ مريضة.

وقيل: هو اتِّساع (١) البِرِّ مع إنساء (٢) الشكر (٣).

* * *

(١٨٣) - {أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.

وقوله تعالى: {أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}: قال الكلبي (٤): أي: أُمْهِلهم، والملاوة بفتح الميم وضمها وكسرها: القطعة من الدهر؛ أي: أؤخِّر عنهم العذابَ مدةً وهم يتوهَّمون أنه توسعةٌ عليهم وإكرامٌ لهم.

وقوله: {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} قال الكلبي: أي: إن أخذي شديد، وقد قتلهم اللَّه كلَّ رجلٍ منهم بغيرِ قتلِ صاحبه، وهو قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: ٩٥]، ونفسِّر ذلك في تلك الآية إن شاء اللَّه تعالى.

قال عطاء: قتَلهم في ليلة واحدة (٥).

والكيدُ: الأخذ على خفاءٍ أو مجازاة كيدهم مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه رضي اللَّه عنهم. والمتين: القويُّ، والمتانة: القوة.

* * *


(١) في (أ): "إيشاع"، وفي "اللطائف": (إفاضة).
(٢) في (أ): "إنساع" وفي (ر): "انتشاء". وبُيض لها في مطبوع "اللطائف" لاشتباهها في نسخته الخطية.
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٩٢).
(٤) "قال الكلبي": ليس من (أ) و (ف).
(٥) ذكره دون عزو الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٣١٢)، والبغوي في "تفسيره" (٣/ ٣٠٨)، وعزاه الواحدي في "البسيط" (٩/ ٤٨٨) للمفسرين. وقاله مقاتل في "تفسيره" (٢/ ٧٧).